المناخ المتوقع
د. عبدالغني حمدان
السؤال الذي يشغل بال الكثير من العلماء والمحللين وخبراء المناخ ؟
هل يمكن معرفة او التنبؤ عن المناخ بعد مائة عام؟
الجواب ممكن التنبؤ اعتمادا على دورات وبيانات مناخية سابقةمن الارشيف المناخي العالمي؟
ولكن هل هذا التنبؤ دقيق ومطلق؟
بالطبع لا.
الجواب ممكن التنبؤ اعتمادا على دورات وبيانات مناخية سابقةمن الارشيف المناخي العالمي؟
ولكن هل هذا التنبؤ دقيق ومطلق؟
بالطبع لا.
منذ عشرات السنوات تنبا خبراء المناخ عن الحالة الجوية التي ستسود العالم وذلك باستخدام النماذج الرياضية للدورة
الجوية العامة لدراسة وتحليل عناصر المناخ بهدف إيضاح التغيرات المناخية. وهي
نماذج معقدة تعتمد على قوانين فيزيائية وتم تطويرها خصيصا لدراسة تغير المناخ
ويمكن تلخيص بعض نتائجها كالتالي:
Ø يتوقع ان ترتفع درجة حرارة الأرض من 1-5.3م في حوالي عام 2100
ويتوقع ان يكون التسخين لسطح الا رض والتروبوسفير بينما يحدث تبريد في أعلى
التروبوسفير والستراتوسفير وكذلك فان ارتفاع درجة الحرارة سيكون اكبر من 4-8م في
العروض العليا في فصل الشتاء والخريف واقل من ذلك 2-3م في المناطق المدارية
ويتزايد التسخين في فصل الصيف .
Ø سيؤدي ارتفاع درجة حرارة الأرض الى تزايد تكرار حدوث بعض الظواهر
المتطرفة شديدة التأثير على الإنسان مثل الجفاف والفيضان وموجات الحر والأعاصير
المدارية .
Ø يتوقع زيادة الأمطار في العروض العليا والمدارية بحوالي 10-20%.
Ø يتوقع تزايد رطوبة التربية في الشتاء وتناقص في الصيف في العروض
الوسطى.
Ø يتوقع تناقص المساحة المغطاة
بالثلوج ومن ثم ارتفاع مستوى البحار الذي له عواقب على حياة الإنسان .
عواقب تسخين
الأرض:
سيكون لتغير المناخ عواقب كثيرة وفي
مختلف المجالات وهذه العواقب تعتمد أساسا على ان درجة حرارة الأرض في تزايد تدريجي
ومن تلك العواقب :
§
تزايد الخسائر
المادية والبشرية نتيجة لتزايد تكرار حدوث الكوارث الطبيعية مثل الجفاف والحرائق
والفيضانات وموجات الحر والأعاصير. ويتوقع تزايد انتشار بعض الأمراض والأوبئة في
مناطق جديدة بسبب ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة، وكذلك زيادة الأمراض المتعلقة
بموجات الحر والجفاف والتي قد يكون سببها حدوث ظاهرة النينيو ولقد وجدت علاقة بين
ظاهرة النينيو وحدوث الجفاف في بعض مناطق العالم .
§
ارتفاع منسوب البحر نتيجة
لذوبان الجليد في غرينلند والقارة القطبية الجنوبية واعالي الجبال ، وكذلك لتمديد
مياة المحيطات تتمدد بحوالي 02.% لكل درجة مئوية وسيؤدي ذلك الى غمر المياه
للمناطق المنخفضة من القارة والقريبة من منسوب البحر .
§
سيؤدي ارتفاع درجة الحرارة على
الزراعة بشكل غير منتظم . ويتوقع غالبا تزايد الغطاء النباتي بسبب تزايد تركيز
ثاني أكسيد الكربون وارتفاع درجة الحرارة فيتوقع ان يرتفع الإنتاج الزراعي في
العروض العليا نتيجة لارتفاع درجة الحرارة وانخفاض تكرار حدوث الصقيع ويتوقع أيضا
تزايد ظاهرة التصحر ونقص الإنتاج الزراعي في المناطق شبة الصحراوية ، حيث أن
الارتفاع درجة الحرارة وتزايد التبخر تأثير اكبر على رطوبة التربة من الارتفاع
الطفيف في كمية الأمطار.وكذلك سيكون لانتشار الأمراض والآفات الزراعية اثر على
تقليل الإنتاج الزراعي ،وان ارتفاع درجة الحرارة سيؤدي الى تزايد التبخر من
الخزانات المائية والسدود مما يؤثر على كمية المياه المتاحة لاستخدام الإنسان.
ما العمــل:
ولمواجهة تغيرات
المناخ المتوقعة في تزايد درجة حرارة الأرض لابد من ان يتخذ الإنسان مواقف إيجابية
للتقليل من حدة ارتفاع درجة حرارة الأرض ، والتخفيف من الآثار السلبية التي قد
تنتج عن ذلك . ومن تلك
الخطوات:
ü العمل على استقرار النمو السكاني في العالم فان تزايد عدد
السكان يزيد من الضغط على البيئة ويعجل تغير المناخ.
ü الحفاظ على البيئة من التلوث بمختلف أنواعه.
ü زيادة الاعتماد على بدائل الطاقة المتجددة ( الطاقة الشمسية والرياح )
والتقليل من وسائل إنتاج الطاقة الملوثة للغلاف الجوي.
ü زراعة الغابات واعادة تشخير ألا راضي الجرداء مما سيكون له تأثير مهم
على مناخ الأرض ومكافحة التصحر.
ü القضاء على وساءل إنتاج غازات ظاهرة الدفيئة التي تسخن الأرض إن أمكن
أو التخفيف من عملية تلويث الجو.
ü التخطيط للتغيرات المناخية المتوقعة في المستقبل ، وإيجاد وسائل للتكيف
مع الظروف المتوقعة في مختلفة المجالات.
النينو:
النينو مصطلح
استعمله الصيادون على سواحل بيرو والإكوادور للدلالة على تيار المحيط الهادي
الدافئ وما يجابه من أمطار غزيرة . وهو ظاهرة تسبب اضطرابا في الحياة الطبيعية في
المحيط الهادي ، كما وتؤثر على مناخ العالم . ويعد النينو من الظواهر العشوائية
حيث يتكرر حدوثه خلال2-10سنوات. ويحدث بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية في
شرق المحيط الهادي من 2-5م . وبدأت عملية فهم النينو في العشرينات من القرن
العشرين عندما لاحظ جلبرت والكر اختلاف الضغط الجوي بين المناطق الشرقية والغربية
في المحيط الهادي المداري . لاحظ ان ارتفاع الضغط في الشرق يقابله انخفاض في الغرب
والعكس صحيح. ولوحظ اقتران سنوات النينو بهطول الأمطار الغزيرة في الاسكا وخليج
المسكيك وجنوب وغرب الولايات المتحدة وسواحل تشيلي والأرجنتين ، بينما الجفاف في
مناطق مثل سواحل شمال البرازيل ومنطقة الساحل الأفريقية وإندونيسيا والهند وجنوب شرق استراليا . وكان أخر حدث
لظاهرة النينو في عام 1997.
التغيرات
والتقلبات المناخية:
لا بد من التميز
بين التغيرات والتقلبات المناخية . فالتقلبات المناخية هي تذبذب عناصر المناخ حول
المعدل العام وبدرجات متفاوتة،بحيث لا يتغير المعدل خلال الفترات المناخية الطويلة
التي صنفتها منظمة الأرصاد العالمية لمدة طولها 30سنة 1901-1930 و1960-1931 و1961-
1900. مثلا إن تذبذب الأمطار السنوية حول المعدل يوصف بالانحراف المعياري أو معامل
الاختلاف فان اختلاف الأمطار حول المعدل العام يعد من التقلبات المناخية . أما
التغير المناخي فيحدث عندما يتغير المعدل العام بشكل كبير ، وتصبح قيم العناصر
المناخية تتذبذب حول معدل جديد يختلف عن المعدل السابق .
الشتاء النووي:
إن الحرب
النووية التي يهدد خطرها العالم ، ويزداد احتمال حدوثها لتزايد عدد الدول التي
تملك الأسلحة النووية . ونتيجة للدمار الذي ستسببه الحرب النووية فإنها ستؤثر على
المناخ ومن ثم على مجالات الحياة المختلفة . وينتج عن الحرب النووية امتلاء الجو
بالغبار والدخان الكثيف الناتج عن الدمار والحرائق الهائلة التي لن يسبق لها مثيل
. وسيؤدي ذلك الى انحجاب الأشعة الشمسية فيسود الظلام لمدة طويلة قد تمتد لعدة
شهور وسينتج عن ذلك انخفاض كبير في درجات الحرارة وستصل الى ما دون درجة التجمد .
وسيؤدي ذلك الى هلاك كثير من الكائنات الحية على سطح الأرض نتيجة لحدوث كوارث يصعب
السيطرة عليها مثل الزلازل وفشل الزراعة وانتشار المجاعات والأمراض .
تأثير تزايد
ثاني أكسيد الكربون على النباتات:
يعتبر بعض
العلماء ان تركيز ثاني أكسيد الكربون تؤدي الى تفاقم مشكلة التلوث الجوي وظاهرة
الدفيئة ، بينما يعتبر آخرون موردا اقتصاديا اذا استغل يؤدي الى رفع إنتاجية
المحاصيل الزراعية ويسهم في حل مشكلة الغذاء التي منها سكان العالم , وسيؤدي تضاعف
تركيز ثاني أكسيد الكربون الى تزايد معدل عملية الضوئي مما سيؤدي الى زيادة
الانتاج لبعض المحاصيل الزراعية بنسب مختلفة تصل الى 104% في القطن وحوالي 38%في
القمح والشعير وحوالي 16%في الذرة .
الاوج:
موقع على مدار
الأرض بحيث تكون الأرض ابعد ما يمكن عن الشمس .
التسريب:
هي عملية تحول
الماء من بخار الماء الى الجليد دون المرور بحالة السيولة .
التروبوسفير:
هي الطبقة
السفلى من الغلاف الجوي وتمتد من سطح الأرض الى التروبوز ،وتناقص فيها درجة
الحرارة ،وهي الطبقة الأهم لحياة الإنسان .
التسامي:
هي عملية تحول
الماء من الجليد الى بخار ماء دون المرور بحالة السيولة .
الثيرموسفير (
الايوسفير):
هي الطبقة
العليا (أعلي من 80 كم) وتكون الغازات فيها متانية وتتزايد فيها درجة الحرارة
بالارتفاع .
المصادر :
1-
أبو سمور ، حسن
وعلي عانم 1998 ، المدخل الى علم الجغرافيا الطبيعية ، دار صفاء للنشر والتوزيع ،
الاردن
2-
ابو العطا ، فهمي هلال . 1994
، الطقس والمناخ . دار المعرفة الجامعية . مصر
3-
ابو العنين ، حسين سيد احمد ،
1987، أصول الجغرافية المناخية ، مؤسسة الثقافة الجامعية . مصر.
4-
حديد ، احمد سعيد وعلي شلش .
1979 . علم الطقس . مطبعة جامعة بغداد ، العراق .
5-
غانم ، علي احمد غانم ،
الجغرافيا المناخية دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق