تأثير درجة الحرارة على نمو وإنتاج النخيل
تعبر درجة حرارة أي إقليم مناخي عن خصائصه المميزة من حيث مدخلاته ومخرجاته الخاصة من الطاقة والرطوبة.
تهتم الدراسات المناخية بحساب المتوسطات والمعدلات المختلفة
لعناصر المناخ عن طريق رصد وتسجيل درجات حرارة الهواء كل ساعة لكل شهر ومن خلالهما
يمكن حساب المعدل الشهري والسنوي لدرجات الحرارة.
ويحسب المتوسط اليومي للدرجة الحرارة من خلال قياس درجة حرارة
الهواء في كل ساعة ضمن اليوم.
كما يحسب المتوسط اليومي لدرجة الحرارة عادة باستخدام درجتي
الحرارة العظمى والصغرى.
أما المتوسط الشهري فهو يمثل الوسط الحسابي لمتوسطات اليومية
لدرجة الحرارة.
أما المتوسط السنوي فهو عبارة عن المتوسطات الشهرية لدرجة
الحرارة خلال سنة مقسمة على عدد الأشهر.
أما المدى اليومي فهو الفرق بين درجة الحرارة العظمى والصغرى
خلال اليوم. ومتوسط درجة حرارة أكثر الشهور حرارة.
العوامل المؤثرة على درجات الحرارة
§
الإشعاع الشمسي:
إن
قيمة الإشعاع الشمسي يتم تحديده من خلال كل من زاوية سقوط الإشعاع طول النهار،
صفاء السماء، نسبة الانعكاس الاشعة. كما أن القيمة العالية من الإشعاع الشمسي ترفع
من درجة الحرارة .
§
خطوط العرض:
تختلف درجة الحرارة من مكان لأخر
على سطح الارض وذلك طبقاً لاختلاف موقع المكان بالنسبة لدوائر العرض. زاوية ميل
أشعة الشمس على سطح الارض تختلف من مكان الأخر فكلما اقتربنا من خط الاستواء تكون
الأشعة عمودية لذلك تكون درجات الحرارة عالية بينما تنخفض كلما اقتربنا من القطبي.
§
التضاريس:
تلعب
التضاريس دوراً واضحاً في التأثير على المناخ، فالارتفاع عن مستوى سطح البحر يؤثر
على الحرارة كلما ارتفعنا 100 متر فوق مستوى سطح البحر تنخفض الحرارة 1 درجة، كما
أن الارتفاع عن سطح الأرض يُبعدنا عن مصدر الحرارة بذلك تقل فرص اكتساب الهواء
للأشعة الأرضية، كما أن الارتفاع يؤدي إلى قلة ضغط الهواء مما يساعد على تمدده.
وتعتبر المناطق المرتفعة فوق 1000 متر لا تصلح لزراعة النخيل. وتعتبر الأماكن ذات
اللون الأحمر والبنفسجي أماكن غير مناسبة لزراعة النخيل نظرا انخفاض درجة الحرارة
نتيجة الارتفاع التضاريس.
§
الرياح والكتل الهوائية:
تتأثر درجة الحرارة بالتقلبات الهوائية وتعاقب
الكتل الهوائية. فالرياح الغربية والجنوبية الغربية التي تتعرض لها المناطق
المعتدلة في الشتاء عامل مهم في تلطيف درجة حرارة تلك المناطق. بينما يؤثر هبوب
الرياح الشمالية والشمالية الغربية الباردة في خفض درجة حرارة المناطق التي تهب عليها.
§
الغطاء النباتي:
يساعد الغطاء النباتي على تلطيف
درجة حرارة الهواء الملاس لسطح الأرض ففي المناطق الجرداء تسقط أشعة الشمس مباشرة
فوق السطح ويمتص بعض هذه الاشعة ويرتد البعض الآخر منها على شكل إشعاع أرضي يعمل
على تسخين الهواء الملاس لسطح الأرض. بينما في المناطق المغطاة بالنبات فإن قسم من
الإشعاع الشمسي يمتص من قبل النبات التي تعمل على تلطيف الجو وخفض درجة حرارته من
خلال عملية الفتح.
تأثير درجة الحرارة على النخيل:
تعتبر درجة الحرارة العامل المؤثر على الإزهار وعملية التلقيح
وعقد الثمار وسرعة نموها والتبكير في نضجها. إضافة إلى تأثيرها علي جودة ونوعية
الثمار وتزيد درجة الحرارة من سرعة النضج والتلوين.
تعتبر الحرارة من العوامل الرئيسية المحددة لنمو وانتشار نخيل
البلح والتمور. حيث تختلف الحدود الحرارية للنخيل بين مراحل النمو والازهار
والاثمار، وتتباين هذه الحدود حسب مرح رحلة النمو والصنف. وتتراوح الحدود الحرارية
للنخيل من 9-44 درجة مئوية ويطلق عليها المدى الطبيعي لانتشار زراعة النخيل، ويعد
هذا الحد المثالي لزراعة النخيل ويطلق عليه المدى الطبيعي لانتشار زراعة النخيل.
وتحتاج النخيل إلى درجات حرارة عالية نوعا ما لكي تستمر بالنمو
على مدار العام. لكي تعطي النخلة محصولاً تجارياً ناجحاً يلزم توفر احتياجات
حرارية محددة تختلف باختلاف الأصناف وطبيعة مرحلة النمو ونوع الثمار. فيما تعرف
بالدرجة المثلى والتي تتراوح بين 32 إلى 38م حيث يزداد النمو مع زيادة درجة
الحرارة حتى 38م وينخفض معدل النمو كلما وصلت إلى 42م.
درجة حرارة الإزهار:
لدرجة الحرارة تأثير
على إزهار النخيل، حيث أن النخيل يزهر عند درجة حرارة جوية أعلى من 18 درجة مئوية
في أشهر الإزهار من فبراير ومارس. كما أن لدرجة الحرارة أيضاً تأثير واضح على
إنبات حبوب اللقاح وتعتبر درجة 25 إلى 30 م الدرجة المثلى لإنبات حبوب اللقاح ثم
تتناقص سرعة انباتها كثيرا عند 430م، إضافة إلى أن الجو البارد أثناء موسم التلقيح
يؤثر في نسبة عقد الثمار.
درجة عقد الثمار:
تبدأ الأزهار في العقد
عند درجة حرارة 25 م وتستمر الأزهار العاقدة بالنمو مع ارتفاع درجة الحرارة إلى
35م). حيث يتوقف نضج الثمار على توافر متوسط حروري يومي أعلى من 18 درجة مئوية بين
أوائل أبريل إلى اكتوبر.
درجة نضج الثمار:
لكي تعطي النخلة محصولا تجاريا ناجحا يلزم توفر احتياجات حرارية
محددة تختلف باختلاف الأصناف ونوع الثمار. حيث يتوقف نضج الثمار على توفر متوسط
حراري يومي اعلى من 18 درجة مئوية بين أوائل ابريل الى أكتوبر.
الوحدات الحرارية:
ترجع أهمية دراسة الاحتياجات الحرارية للأصناف التمور إلى أهمية
معرفة إمكانية نجاح زراعة الأصناف والحصول على إنتاج بجودة عالية في المناطق
المناسبة. حيث أنه من الضروري قبل زراعة أي صنف من أصناف التمور في منطقة جديدة أو استيراد أصناف
جديدة لزراعتها، دراسة درجات الحرارة السائدة في هذه المنطقة من واقع بيانات
الأرصاد الجوية لعدة سنوات لحساب الوحدات الحرارية المتوفرة بها لتقدير مدى نجاح
الأصناف المراد زراعتها بها.
أكدت الدراسات ضرورة توفر احتياجات حرارية (وحدات حرارية محددة
خلال موسم نمو الثمار وتختلف كمية الوحدات الحرارية اللازمة باختلاف الأصناف ونوع
الثمار وإلا فان الثمار لا تصل إلى مرحلة النضج المناسبة، وبالتالي تكون الثمار
الناتجة غير مطابقة للمواصفات القياسية التي يتميز بها الصنف عندما يستوفي احتياجاته
الحرارية ويمكن الحساب الوحدات الحرارية للصنف من خلال احتسب الفترة من الشهر الذي
يتم فيه الأزهار حتى مرحلة التمر وجني الثمار وبالأيام فهي تختلف من صنف لأخر من
120-240 يوم وكذلك حساب هذه الفترة للصنف الواحد يختلف من منطقة لأخرى وكذلك حسب
مرحلة استهلاك الصنف في مرحلة (البسر، الرطب. الثمر). وتحسب هذه الوحدات الحرارية
على أساس أن موسم نمو ونضح الثمار يبلغ 184 يوما بداية من شهر مايو إلى نهاية شهر
أكتوبر، وذلك بحساب مجموع متوسط المعدل اليومي للحرارة ناقصاً 18 (وهي الحد الأدنى
للحرارة التي تبدأ عندها نمو الثمار) خلال هذه الفترة.
كما يمكن حساب الوحدات الحرارية للمنطقة مع اعتبار درجة الأساس
هي 18م وهي درجة بدء الأزهار النخيل نخلة التمر. واحتساب الفترة من بداية الشهر
الذي ترتفع فيه درجة الحرارة عن 18 درجة مئوية وحتى الشهر الذي تنخفض فيه درجة
الحرارة عن 18م. 5.1.4 الرطوبة الجوية التلقيح ونضح الثمار.
ويعد تساقط الأمطار وارتفاع الرطوبة الجوية قبيل موسم التلقيح
قد يؤثر سلباً على الإنتاج من خلال إعاقة عملية التلقيح والاخصاب كونها تغسل حبوب
اللقاح، وتساعد على انتشار الأمراض الفطرية) عفن النورات. وتسبب سقوط الأمطار خلال
فصل الخريف أثناء نضج الثمار أيضاً أضراراً فادحة للثمار نتيجة إصابتها بالعديد من
الأمراض منها مرض اسوداد القمة وتعلق الثمار علاوة على تعرضها لأضرار ثانوية أخرى
كالعفن والتخمر والتحمض مما ينتج عنه تلف الإنتاج. كما أن هطول الأمطار الشتاء
مبكراً قبيل وخلال موسم جني المحصول يعيق عملية الجمع ويعرض الثمار للإصابة
بمسببات التعفن والتخمر. لذلك وللحصول على ثمار جيدة النوعية ينبغي توفر رطوبة
جوية اقل من 40 وتتفاوت أصناف النخيل في درجة تحملها لأضرار ارتفاع الرطوبة
والأمطار ويمكن تقسيمها إلى أصناف تتحمل أضرار الرطوبة العالية. أصناف متوسطة
التحمل. أصناف قليلة التحمل.
وتتفاعل الحرارة مع الرطوبة النسبية لتحديد الأصناف التي يمكن
زراعتها بنجاح في المنطقة المناسبة، حيث أن الأصناف الرطبة يلائمها المناطق التي
يتراوح المتوسط السنوي للرطوبة النسبية 64 - 72 % بينما تتطلب الأصناف الجافة مناطق
لا تزيد نسبة الرطوبة عن 30 %. وعموماً يتحمل نخيل البلح انخفاض الرطوبة النسبية
إلى %5 أما هو الحال في الواحات والمناطق الصحراوية عموماً تعتبر المناطق ذات
الرطوبة المعتدلة ومرتفعة الحرارة مناسبة لزراعة نخيل التمر. وتعد الرطوبة النسبية
الواقعة بين 60-40 % الحدود العليا والدنيا لنمو أشجار النخيل).
الضوء:
تخيل البلح من أكثر
أشجار الفاكهة حاجة لضوء الشمس المباشر. حيث أن أوراق النخيل لا تستطيع أن تمتص
الضوء المنتشر ( الغير مباشر) وإنما الضوء المباشر. ولذا فإن عدم امتصاص الضوء
المباشر قد لا يحفز إفراز الهرمونات في شجرة النخيل وخاصة هرمون الأزهار مما ينتج
عنه عدم الإزهار وبالتالي عدم الإثمار، لذلك المناطق التي تكثر فيها الفيوم لا
تصلح لزراعة أشجار النخيل. ويبرز تأثير الضوء في عملية التزهير ما بين شهري مارس-أبريل.
إذ تستطيع أزهار النخيل الحصول على كميات جديدة من الضوء وأشعة الشمس، وتساعد
النخلة على إتمام دورة حياتها المختلفة من نمو خضري وتزهير وإثمار. وتتميز شجرة
النخيل بقدرتها على تحمل الكثافة الضوئية المالية مقارنة بالأشجار الأخرى، وتحتاج
شجرة النخيل لنهار طويل بمتوسط 16 ساعة إشعاع شمسي. ويتراوح المتوسط اليومي لسطوع
الشمس بمصر بين 10.89.3 ساعة يوم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق