شيء مخيف حقا!
هل ناكل لحوم الديناصورات من دون ان نعلم؟
د. عبدالغني
حمــــــــدان
في الاونة
الاخيرة يفاجئنا العلم الحديث مفاجات من العيار الثقيل وذلك لعدة اسباب اهمها:
اولا: اننا
كبشر ندعي العلم والمعرفة وفي الواقع يبدو علمنا منقوص وسيبدو كذلك امام روعة
واسرار خلق الكون فسبحان الله احسن الخالقين ولذلك نتفاجا.
ثانيا: اصبحت
بعض العلوم حكرا على بعض الشركات الكبرى في العالم انسجاما مع العولمة وهو التحكم
برؤوس الاموال ولذلك لا تفصح عن ابحاثها العلمية الا بعد مرور زمن طويل.
ثالثا: بعض
الابحاث يكون هدفها بالاساس للتطوير العسكري للدول العظمى وتبقى سرية لمدة طويلة
ونتفاجا بها بعد كشف مستورها.
رابعا: حتى في
الابحاث ذات البعد المدني فانها تنوعت وتعددت ويجد الناس صعوبة في متابعة كل جديد
بالاضافة الى اسباب عديدة يطول ذكرها.
ومن الامثلة
على هذه الابحاث لفت انتباهي مقالة قد ترقى الى الورقة العلمية بعنوان " علم تحويل
الدجاج الى سلفه المخيف (الديناصورات) خلال عشر سنوات" في صحيفة "لايف
سيانس" بتاريخ:16/6/2015م وهذا ترجمة محتواها:
منذ شهور
معدودة، تم عرض فيلم (Jurassic World) في مختلف دوار العرض حول العالم، وحقق منذ انطلاقته
أرقاماً قياسية في شباك التذاكر، والمثير هنا بأن فكرة الفيلم التي تقوم على تكوين
ديناصور ضخم في المختبر من حمض نووي عائد لدجاجة، لم تعد بعيدة المنال!
ولكن يمكن
للمرء أن يتساءل، لماذا تم اختيار الدجاج من بين جميع المخلوقات الأخرى؟
على الرغم من
أنه لم يتم حتى الآن العثور على حمض نووي متحجر للديناصورات يمكن أن يكون قابلاً
للاستخدام، ولكن الشيفرة السرية للديناصورات لا تزال على قيد الحياة، ويمكن أن
تجدها في أي مطعم للدجاج قريب من منطقتك، فتبعاً لـ(جاك هورنر) وهو الشخصية
الملهمة وراء شخصية (ألان غرانت) في فيلم (Jurassic Park) الأصلي، فإن الدجاج وجميع أنواع الطيور هي
أحفاد الديناصورات، وتحمل مقداراً من الحمض النووي العائد للديناصورات أكبر بكثير
مما قد نجده في أي من المستحاثات.
هز عمل
(هورنر) في ثمانينيات القرن الماضي على مستحاثات الماياصورا أساسات علم الأحياء
القديمة، وذلك عندما نشر كتاباً يفصل فيه تصرفاتها الاجتماعية، كما دافع فيه عن
فكرة أن الديناصور (rex) كان آكلاً للجيف، وليس صياداً.
مؤخراً، كان
(هورنر) يجري تجاربه على تغييرات الحمض النووي للطيور، منذ أكثر من عقد من الزمن،
وعلى الرغم من أن (هورنر) هو المستشار الأساسي لأفلام الحديقة الجوراسية
(Jurassic Park)، بيد أنه أشار إلى أن الفكرة الأصلية وراء الفيلم
والتي كتبها المؤلف (مايكل كرايتون)، وهي خلق الديناصورات من حمض نووي متحجر سليم،
هي فكرة غير محتملة.
بحسب (هورنر)
فإن الحمض النووي هو جزيء هائل مصنوع من تريليونات القطع التي ترتبط معاً في نواة
الخلية بواسطة عمليات كيميائية، وبمجرد أن تموت الخلية، فإن هذه العمليات
الكيميائية تتوقف، وهذا الجزيء، الذي يصبح هشاً للغاية، يبدأ بالتمزق، وهذه
العملية تحدث بسرعة، لذلك فإنه ليس من المنطقي أن نعتقد أنه قد يكون هناك أي شيء
قد بقي على قيد الحياة بعد ملايين السنين.
يشير (هورنر)
أن فكرة إنشاء ديناصورات في المختبرات هي فكرة قد تكون قابلة للتطبيق، ولكن حجم
هذه الديناصورات لن يشابه حجم آلة القتل الهائلة والضخمة (indominous rex) التي يتمحور حولها فيلم (Jurassic World)،
ومع ذلك، وبحسب (هورنر)، فإن الحجم هو شيء يمكن العمل عليه في وقت لاحق، فالكثير
من الديناصورات كانت صغيرة الحجم.
وفقاً
لـ(هورنر)، فقد تم إيجاد الدليل نظرياً على إمكانية انشاء الديناصورات، حيث تمكن
فريق من جامعة ييل وهارفارد مؤخراً من القيام بهندسة ارتجاعية للطيور، وأعادوا
مناقيرها مرة أخرى إلى شكل فم ديناصورات، وبذلك لا يعود أمام الباحثين سوى إعادة
هندسة الذيل، وتحويل الأجنحة مرة أخرى إلى أذرع وأيدي، ليصبح لدينا ديناصور.
في فيلم في
“Jurassic World” يتم تدريب
ديناصورات (الفيلوسيرابتور) لترفيه زوار الحديقة، في حين يتم تصوير
ديناصور (indominous rex) الكبير
على أنه حيوان ذكي جداً وماكر، ولكن ما مدى احتمال أن يحدث هذا في العالم الحقيقي؟
تبعاً
لـ(هورنر)، فإنه من ناحية الذكاء، فنحن لا نمتلك الفهم الكافي حول هذا الموضوع
بعد، فنحن ثدييات مركزية، نعتقد بأن طريقتنا في التفكير هي الطريقة الأفضل، ولكن
ليس لدينا على الإطلاق أي فكرة عن الكيفية التي تقوم من خلالها باقي الأنواع
الأخرى من الحيوانات بالتفكير أو معالجة المعلومات.
يضيف (هورنر)،
أنه من الصعب تحديد الوقت الذي يفصلنا عن الحصول على (rex) حقيقي، ولكن العلماء قد توصلوا بالفعل إلى
تخليق حيوانات معدلة وراثياً، فهناك السمكة حمار الوحش المضيئة
(glowfish)، وهي من الكائنات المعدلة وراثياً والتي أصبح بالإمكان الذهاب
والحصول عليها من متجر الحيوانات الأليفة، حيث تم أخذ جينات التوهج المأخوذة
من قناديل البحر وزراعتها في سمكة الحمار الوحشي خلال فترة تطور السمكة، مما جعلها
تتوهج في الظلام، وعلى اعتبار أن هناك أدلة على نجاح المفهوم، فنحن نعلم أنه يمكن
أن يتم تصنيع حيوانات أخرى معدلة وراثياً.
هناك فوائد
حقيقية يمكن أن يحصل عليها العالم من هذا النوع من البحوث، فمعرفة الكيفية التي
يتم من خلالها تشغيل أحد الجينات أو إيقاف تشغيله، ومعرفة ما يفعله كل جين على وجه
التحديد، سيفتح المجال أمام تطبيقات هائلة في المجالات الطبية وغيرها من المجالات
الكثيرة الأخرى، بما في ذلك صناعة أطعمة أفضل، كما يضيف (هورنر)، أن بحثه قد يكون
له أيضاً تطبيقات في مجالات أخرى، بما في ذلك علاج اضطرابات العمود الفقري.
يقدر (هوزنز)
الفترة التي قد يستغرقها إنشاء ديناصور مصغر بحوالي 10 سنوات، وذلك على الرغم من
أنه يعترف بأنه من الصعب التنبؤ بهذا الأمر، حيث يمكن للعلماء أن يكتشفوا مجموعة
الجينات المطلوبة في الغد، وقد يستغرق الأمر عشرة أعوام، ولذلك فليس هناك أي طريقة
للتنبؤ بذلك، كما أن التقدم في هذا مجال لا يأتي عادة بشكل متسلسل، وهذا يعني أن
التقدم يمكن أن يأتي بشكل متقطع وغير منتظم، ولكن كلما ازداد عدد الأشخاص الذين
يعملون على معالجة هذه المشكلة، زادت السرعة التي يمكن أن نحصل بها على السلف
المخيف للدجاجة.
وتعليقا على
هذه المقالة يمكن القول بانه وفي ظل التقدم الهائل لعلوم التقنيات الحيوية (Biotechnology) والعلوم المساعدة
الاخرى بانه من الممكن ان تكون هذه مؤشرات قد تصلح للوصول الى الهدف المنشود ولكن اثباتها بالدليل
القاطع او بالاحرى فحص هذه الدراسات يحتاج الى سنوات وسنوات ولا يمكن التنبؤ بما ستؤول اليها النتائج. ولو ناقشنا الموضوع بعمق فان المشكلة ليست بالتقنية ذاتها بل في الحصول على هذه الديناصورات غير مشوهة وسليمة وهذا الاصعب لان لعبة الجينات والعبث بها لعبة خطيرة، والاخطر من ذلك بان هذه اللعبة قد توصلنا الى مخلوقات خطيرة مشوهة لا تحمد عقباها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق