الاضافات العلفية للابقار؟؟
ا.د / أحمد سلامة
كان يقال فى الماضى أن العليقة
المتزنةلاتحتاج الى اضافات علفية وكنا كثيرا مانسمع كلمة " أومال هى اسمها متزنة ليه؟" وربما مازال البعض يردد
هذه العبارة حتى الان ، أما الواقع فيقرر أن مفهوم و تكوين العليقة المتزنة فى
الماضى يختلف عن تكوينها فى الحاضر وربما يختلف عن تركيبها فى المستقبل ، وهذا ينطبق
على علائق الابقار الحلابة والجافة.
·
فى حالة الابقار الحلابة :-
1 – كان يعتقد فى الماضى أن
المجترات لاتحتاج الى اضافة الاحماض الامينية فى علائقها وبالتالى كان يتم عمل
عليقة متزنة للابقار بدون اضافة احماض امينية ، أما الان فقد اتضح أن الابقار
عالية الادرار (أكثر من 30 كجم لبن / يوم
) تحتاج الى المثيونين فى علائقها حيث أن المثيونين الموجود فى علائقها أقل من
احتياجها للمثيونين (نسبة المثيونين فى بروتين اللبن 2.7 %) ، لذلك فان هذه العليقة
لكى تصبح متزنة ( وبالطبع يراعى اتزانها من حيث البروتين والطاقة) لابد من اضافة المثيونين
المحمى اليها ( وقد انتشر المثيونين المحمى فى الاسواق العالمية والمصرية أيضا، ويوجد
فى السوق المصرى انواع مختلفة من المثيونين المحمى مثل: Mepron, Methinor, Smartamine).
2 – مثال أخر :كان يعتقد فى الماضى أن اضافة مخلوط
الاملاح المعدنية ( Premix)
الى العلف المركز تجعل العليقة متزنة من
حيث احتوائها على الاملاح المعدنية وبالتالى ليس هناك حاجة الى اضافة عناصر معدنية اخرى الى العليقة ، أما الان
وبعد معرفة أن امتصاص العناصر المعدنية ( فى صورتها المعدنية ) منخفض فى الحيوانات ( فمثلا
امتصاص الزنك فى العجول الرضيعة هو 50 % بينما امتصاصه فى الابقار البالغة يكون 10
– 15 % ) وبالتالى تم تصنيع الاملاح المخلبية Chelated Minerals ( حيث يتم ربط العنصر المعدنى بمادة عضوية وهى
الاحماض الامينية ) وذلك لان المواد العضوية عالية الامتصاص وبذلك يتم امتصاص
الاثنان معا ، وهكذا فان العليقة التى
كانت تعتبر متزنة فى الماضى أصبحت الان لكى تكون متزنة بالفعل فيجب اضافة عناصر مخلبية
اليها بنسب معينة وخاصة فى الابقار عالى الادرار.
3 – مثال ثالث : العليقة المتزنة فى الماضى كانت لاتحتوى
على مصادر مركزة الطاقة (مثل الدهن المحمى) أو مصادر طاقة سريعة الامتصاص ( مثل
الجلسرين – بروبولين جليكول - بروبيونات الكالسيوم ) ، أما الان فأصبح من الضرورى
لكى تصبح هذه العليقة متزنة بالفعل ( خاصة للأبقار عالية الادرار وأثناء الثلاثة
شهور الاولى بعد الولادة وأيضا قبل الولادة بثلاثة أسابيع ) أن يضاف اليها الدهن
المحمى وأيضا مصادر طاقة سريعة الامتصاص كوقاية من حدوث الكيتوزس Ketosis والكبد الدهنى Fatty Liver وهما يؤثران سلبا على انتاج اللبن فى الابقار.
·
فى حالة الابقار الجافة :
1- كان فى الماضى
يتم رفع نسبة الكالسيوم فى علائق الابقار الجافة قبل الولادة بثلاثة أسابيع ( فترة
ال Close up ) حتى لاتصاب البقرة بحمى اللبن (Hypocalcemia ) بعد الولادة ، الا أنه ثبت بعد
ذلك أن هذه الطريقة غير مجدية لمنع حدوث حمى اللبن حيث أن قدرة البقرة على امتصاص الكالسيوم أقل من احتياجاتها للكالسيوم (
مهما ارتفعت نسبة الكالسيوم فى العليقة ) ، لذلك فالطريقة الحديثة لمنع حمى اللبن
هى تقليل كمية الكالسيوم فى عليقة الابقار قبل الولادة واضافة أملاح أنيونية ( وهى
أملاح الكبريت والكلوريد ) وذلك لمساعدة البقرة على الاستفادة من كالسيوم العظام
وقت الحاجة اليه فتتجنب بذلك حدوث حمى اللبن ، لذلك فالعليقة التى كانت متزنة سابقا
( وتعطى للأبقار فى فترة ال Close
up ) لكى تصبح متزنة بالفعل حاليا ( من حيث احتوائها على العناصر
المعدنية التى تقيها من حمى اللبن ) فلابد
من اضافة الاملاح الانيونية اليها وهو مالم يكن يحدث فى الماضى .
2- فى الماضى كانت
العليقة المتزنة للأبقار الجافة فى فترة ال Close up تحتوى على ملح الطعام ( كلوريد صوديوم ) كما هو
الحال فى علائق الابقار الحلابة ، أما الان فيجب عدم اضافة ملح الطعام الى عليقة
الابقار الجافة ( فى فترة ال Close
up ) وذلك لان ملح الطعام فى
هذه الفترة يزيد من حدوث أديما الضرع ، أى أن العليقة التى كانت متزنة فى الماضى أصبحت
غير متزنة حاليا الا اذا تم ازالة ملح الطعام منها ، كما ان اضافة ملح الطعام فى
هذه الفترة يزيد من حدوث حمى اللبن.
3-
فى الماضى كان عليقة الابقار فى فترة ال Close up تكون متزنة وهى تحتوى على بيكربونات الصوديوم
التى تعمل على خفض حموضة الكرش ، الا أن حاليا يجب ألا يضاف بيكربونات الصوديوم
خلال هذه الفترة وذلك لان اضافة الصوديوم فى هذه الفترة يزيد من فرص الاصابة بحمى
اللبن ويستخدم بدلا منها منتجات اخرى مثل أكسيد الماغنسيوم والخميرة الحية.
وبنفس
المفهوم فان العليقة المتزنة حاليا قد تكون غير متزنة فى المستقبل ، فقد يلزم
اضافة اضافات علفية اخرى او ازالة اضافات نراها ضرورية الان وتصبح غير ضرورية فى
المستقبل خاصة عند استخدام النانوتكنولوجى فى الاضافات العلفية، فمثلا عندما يصبح
هناك نانوكالسيوم هل يمكن ان يرتفع امتصاص الكالسيوم داخل البقرة فيتم الاستغناء عن
الاملاح الانيونية؟ وهل اذا وجد النحاس المصنوع بالنانوتكنولوجى هل سيصبح النحاس
عالى الامتصاص بالقدر الذى نستغنى معه عن العناصر المخلبية؟ وغير ذلك من الاسئلة التى سيجيب عنها المستقبل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق