سلاح أخضر هو الاقوى في العالم؟؟

سلاح أخضر هو الاقوى في العالم؟؟
 سر الدول العظمى لاستعمار العالم؟؟



لا ننسى بان احد الاسباب الرئيسية في انتصار الروس على المانيا وهتلر في الحرب العالمية الثانيةهو القمح.

يمثل القمح أساساً لتغذية ثلاثة مليارات شخص فى العالم، رغم أن أكبر مستهلكيه عاجزون فى أكثر الأحيان عن إنتاجه، وهذا يحمل الدول المصدرة منه مسئولية كبرى، خاصة وأن احتياجات القمح ستزيد بنسبة 60% مع حلول عام 2050.
يرى سيباستيان أبيس صاحب كتاب "الجغرافية السياسية للقمح" أن منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط يقطنها 6% من سكان العالم "تستقطب ثلث مشتريات القمح"، قائلاً "بلغة الأرقام فإن منطقة شمال إفريقيا من المغرب إلى مصر تسجل أعلى نسبة استهلاك للقمح فى العالم بواقع 100 كجم من القمح لكل شخص سنوياً، وهذا يبلغ ضعفى النسبة فى الاتحاد الأوروبى وثلاثة أضعافها فى سائر مناطق العالم" وتابع "مع الأسف تدفع نوعية التربة والمناخ وقلة المياه والنمو السكانى إلى إغراق هؤلاء باستهلاك مفرط .

وتنتج خمس دول أو مناطق أكثر من نصف القمح العالمى (الهند، الصين، روسيا، الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي) تضاف إليها عدة دول مصدرة هى كندا واستراليا وأوكرانيا وتركيا، (58% من الإنتاج العالمي) يساهم فى تغذية سوق عالمية تستهلك 160 مليون طن سنوياً بقيمة نحو 50 مليار دولار.

وأفاد أبيس أنه "بين 1998 و2013 فاق الطلب العالمى الاستهلاك ثمانى مرات"، وفى 2013 كان سعر القمح أغلى بـ80 % مما كان عليه عام 2005 ، وتشكل مصر المستورد الأول عالمياً للقمح (أكثر من 10 ملايين طن سنوياً) تليها الجزائر والمغرب وتونس والعشراق وإيران وسوريا واليمن والسعودية.
ووصف الباحث سوق القمح بأنها "سوق الخوف" موضحاً أن القوى الإقليمية تمارس "دبلوماسية الحبوب" لتعزيز سيطرتها على جيرانها على ما فعل الزعيم الليبى الراحل معمر القذافى الذى كان يعيد توزيع جزء من وارداته فى منطقة الساحل الإفريقي، وهذا ما يسعى إليه السعوديون وما يمارسه الأتراك الذين يملكون 03% من إنتاج المنطقة، لكنهم يبقون من كبار المستوردين فى المنطقة (4 إلى 5 ملايين طن(.
"سوق الخوف" التى ذكرها أبيس بدأت اتخذت شكلاً واقعياً بعد سيطرة تنظيم داعش على شمال العراق وأجزاء من سوريا، فقد استولى التنظيم على حقول النفط وكذلك القمح فى سهول محافظتى نينوى وصلاح الدين اللتين تنتجان أكثر من ثلث إنتاج القمح و04% من إنتاج الشعير فى البلاد، وهو ما يعنى وضع يده على أكثر من مليون طن من القمح.
وفى سوريا سيطر التنظيم على 03% من إنتاج القمح فى منطقتى الرقة ودير الزور الخاضعتين لهما ،ولم يفوت الإرهابيون الفرصة فمن جهة "نقلوا الكثير من قمح العراق إلى سوريا لصنع الخبز وبيعه"وبدأ تنظيم داعش توزيع الخبز مجاناً أو بأسعار متدنية جداً فى المناطق التى سيطر عليها لكسب ولاء السكان، وأقدموا على بيعه إلى خارج منطقة سيطرتهم على ما فعلوا بالنفط، وعلى الأخص "عبر الحدود التركية" وهو ما حقق لهم أرباحاً توازى نحو 200 مليون دولار سنوياً.

ويرى ابيس أن دولة مثل فرنسا معنية بشكل خاص بحاجات منطقة المتوسط، وأوضح أن "القمح هو نفطها الذهبى" حيث صدرت منه بقيمة 9.5 مليار يورو فى العام الفائت، لافتا أن "هكتاراً من خمسة يزرع فى فرنسا يستهلك فى مناطق جنوب المتوسط"، وهذا يحمل البلاد مسئولية خاصة، موضحاً "فى هذه المنطقة إن أزلتم الخبز عن المائدة لا يبقى الكثير".
كما أن فرنسا تنتج كميات منتظمة بفضل مناخها المستقر، فهى لا تشهد ظواهر قصوى كما يحدث فى السهول الأمريكية الكبرى أو روسيا، حتى موجة الحر لم تعدل المحصول الفرنسى الذى يقدر بنحو 38 مليون طن سيصدر ثلثها (07% إلى خارج الاتحاد الأوروبى). وأضاف الباحث "القمح هو فى الواقع سفير اقتصادى أفضل من طائرات القتال"، مطالباً بـ"اوبك للقمح" على غرار منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك(.

المصدر: وكالات- 20 اغسطس 2015


ليست هناك تعليقات: