اين نحن من زراعة الاسطح وحدائق بابل المعلقة؟؟

اين نحن من زراعة الاسطح وحدائق بابل المعلقة؟؟

اعداد م. رغد الرجبي
مراجعة د. عبدالغني حمدان



نصاب بالعجب كثيراً عندما نسمع عن الاسقف الخضراء و المباني الخضراء وقد نتسائل لماذا يزرعون أسطح المباني؟ ويصيبنا الرعب من فكرة تواجد أشجار و نباتات ومياه بصفة دائمة فوق رؤسنا وتأثير ذلك على المنازل. إنها مخاطرة لا نستطيع استيعابها خاصة وأنه قد زرع فى داخلنا الخوف من تسرب المياه من أسقف منازلنا رغم التقنيات الحديثة التى توفر عازلاً كاملاً للمياه. لذلك غابت هذه الاسقف عن بلداننا العربية و ندر من يتحدث عنها فى عالمنا العربي الا من بضع محاولات خجولة لأصدقاء البيئة هنا و هناك. يزداد تعجبنا أكثر عندما نعرف أن هذه الاسقف الخضراء ليست اختراع لأهل الغرب و ليس بشئ جديد أحدثته الرؤية البيئية المتنامية فى هذا القرن ولكن البابليون في العراق نفذوا ذلك قبل اكثر من 1400 عام. ألم تسمع بحدائق بابل المعلقة والتي هي عبارة عن قصر ضخم مزروع سطحه بالنباتات والاشجار والازهار من كل الاشكال و الانواع كان يُروى من نهر دجلة بنظام ميكانيكي آية فى الغرابة و الدقة. حدائق بابل المعلقة و التي هي من عجائب العالم القديم تتواضع أمامها كثيراً الأسقف الخضراء فى هذا الزمان الذي هو عبارة عن نباتات عشبية و عصارية وبعض الشجيرات تزرع فى تربة خفيفة فى أسطح المباني مع وجود نظام ري وصرف جيد مع وجود طبقة عازلة أسفلها لحماية السقف

تعتبر زراعه الاسطح من التكنولوجيا التي توفر مجموعة كبيرة من الفوائد الملموسه وغير الملموسه للمجتمعات المهتمة بتحسين وتعزيز بيئة جيدة.للأسقف الخضراء فوائد عديدة فهي تعمل على تنظيم حرارة المبنى ,فتقوم بتدفئته خلال الشتاء و تبريده خلال الصيف كما تساهم فى تقليل مياه الامطار المتسربة من الاسطح، ذلك لأنها تعمل كإسفنجة ماصة للمياه و في الوقت نفسه تستفيد النباتات من هذه المياه.  كما تقوم الأسقف الخضراء على تقليل التلوث حيث تعمل كفلتر لتنقية الهواء. ومن فوائد الأسقف الخضراء قيامها  بدور هام فى تقليل الضوضاء و التى تعتبر من مشاكل العصر الحديث خاصة فى المدن. كما يجب ان لا  ننسى أن للأسقف الخضراء فوائد اقتصادية عديدة فهى تزيد من عمر المباني حيث تعمل كعازل حراري بحجبها أشعة الشمس عن أسطح المبانى كما تقلل من تكاليف تكييف الهواء خلال الصيف و التدفئة خلال الشتاء.
النظم المستخدمة لزراعة أسطح المباني يجب ان تكون نظاماً خفيف الوزن لا يسبب حمولة زائدة علي المبني، كذلك يجب ان لا يحدث تسريب للمياه من النظام لسطح المبنى حتى يتم الحفاظ على المبنى بصورة جيدة ولفترة طويلة. و قد وجد أن الزراعة بدون تربة بأنظمتها المختلفة وأشكالها المتنوعة هي الاسلوب الامثل لزراعة السطح. الاسطح الخضراء ممكن ان تتكون من اشجار, نباتات او شجيرات. وعمق وكثافه الطبقة المنبته للزراعه تنقسم الي نوعين مختلفين. فالاسطح الخضراء ممكن ان تكون مكثفة او قليله الكثافة علي نطاق واسع. فالاسقف المكثفة تكون اكثر سمكا (اكثر من 15 سم عمق), وهي سماكة تسمح لنمو مجموعه متنوعه من النباتات والاشجار والشجيرات. ولكنها ثقيله علي السطح ومكلفه اكثر, وتتطلب المزيد من الصيانة والري. والنوع الاخر يغطي طبقة خفيفة من الغطاء النباتي وذات سماكة اقل من 15 سم. وهي مخصصه للشجيرات والاعشاب التي لا تتطلب عمق كبير داخل التربة للنمو.
يستخدم نظام الترابيزات كمراقد لانتاج المحاصيل التي لا تحتاج إلى حيز كبير لنمو جذور النباتات  مثل  المحاصيل  الورقية  كالجرجير،  الفجل،  البقدونس،  الكسبرة  والشبت.  كذلك يمكن باستخدام هذا النظام زراعة العديد من النباتات الطبية والعطرية والتي تستخدم في البيوت بكثرة كالنعناع، الزعتر، الريحان, وغيرهم.  
والاسطح الخضراء علي مساحات واسعه وكثافه بسيطة يتم صيانتها مرتين سنويا عندما تحتاج التربه للترطيب والتسميد, فلها ميزة ان استدامتها ذاتية .

بيئة الزراعة المستخدمة:
يجب ان تتوافر في بيئة الزراعة المستخدمة فوق الاسطح عدة مواصفات يمكن ان تلخص بما يلي :
1.      ان توفر البيئة الرطوبة اللازمة لنمو الجذور.
2.      ان توفر البيئة التهوية اللازمة لنمو الجذور.
3.      ان لا  تحتوي البيئة علي مواد ضارة او سامة.
4.      ان تكون البيئة خالية من المسببات المرضية.
5.      ان تكون البيئة خالية من الاملاح .  
6.      ان تكون البيئة خالية من بذور الحشائش.
7.      أن تكون البيئة خفيفة الوزن.
8.      أن تتميز البيئة بسهوله تنظيفها و تعقيمها.
9.      سهوله توفر البيئة, مع سهوله عمليات النقل.
10.  ان تكون تكلفه البيئة معتدلة.

تحقق زراعة الأسطح العديد من الأهداف منها:
أولاً: أهداف بيئية وصحية ويمكن تلخيصها فى الأتى:
1-      تقليل التلوث البيئى الناتج عن زيادة مساحات المبانى والمنشآت مع قلة الغطاء النباتى فى المدن
2-      زراعة 1.5 متر مربع من المسطح الأخضر تمد الفرد باحتياجاته من الأكسين لمدة عام كامل
3-      التخلص من المهملات التى تخزن على الأسطح والتى تتسبب فى تشويه المظهر الجمالى للمبنى وتزيد من فرصة حدوث الحرائق .
4-      الحد من تواجد الكائنات الضارة المختلفة التى تغزو المنازل نتيجة معيشتها بالأسطح المهملة .
5-       تنقية هواء المدن من الملوثات حيث أن النبات الأخضر يعتبر مرشح لها فقد ثبت أن كل 1 متر مربع من المسطح الأخضر له القدرة على إزالة 100 جرام من ملوثات الهواء كل عام .

6-      تقليل نسبة ثانى أكسيد الكربون الموجود فى هواء المدن من خلال إستهلاكه فى عملية البناء الضوئي التى تقوم بها النباتات والتى ينتج عنها الثمار المختلفة .
7-      إنتاج غذاء آمن صحياً من خلال التحكم فى الأسمدة وعدم إستخدام المبيدات الكيماوية .
8-      إستغلال الأسطح بدلاً من كونها مخزن للمهملات والأشياء القديمة التى ينتج عنها أضرار بيئية وصحية .
9-      حماية ساكنى الأدوار الأخيرة من الإرتفاع الشديد فى درجة الحرارة خاصة خلال فصل الصيف ، حيث تستقبل النباتات أشعة الشمس مما يحافظ على الأسقف ولاتحتاج إلى عملية العزل المكلفة ، حيث وجد بالخبرة العملية أنه بزراعة السطح تقل درجة الحرارة خلال شهر أغسطس فى الأدوار الأخيرة بمقدار 7 م تقريباً .
10-  زيادة جودة الخضروات المنتجة نتيجة تواجدها بإستمرار فى صورة طازجة وفى متناول اليد .
11-  إنتاج غذاء طازج لقاطنى المناطق البعيدة التى تعانى من تواجد الخضروات الطازجة بها إلى جانب إرتفاع أسعارها نتيجة لارتفاع أسعار الشحن. 

ثانياً:الأهداف الإجتماعية:
1.      إمكانية قيام أى شخص بعملية إنتاج أنواع الخضروات التى يحتاجها مما يزيد من الثقة بالنفس خصوصاً بالنسبة لكبار السن من أرباب المعاشات والذين إعتادوا أن يكون لهم دوراً أفعالاً ومهماً فى المجتمع . 

2.      إتاحة فرص عمل لربات البيوت وشباب الخريجين تدر عليهم عائد مادى مما يرفع من دخل الأسرة.
3.      توفير مساحات كبيرة من المساحات الزراعية التى تزرع بالخضروات واستغلالها فى زراعة المحاصيل الإقتصادية الهامة كالقمح والأرز وغيرها . 
4.      يمكن عن طريق زراعة الأسطح تشجيع الروابط الأجتماعية بين الأفراد فى المجتمع فتعاون سكان العمارة الواحدة وكذلك الشارع فى الزراعة وتبادل المحاصيل المنتجة يؤدى إلى ترابط السكان مع بعضهم وإلى حل مشاكلهم بسهولة .

5.      الكفاءة العالية لهذه النظم في إنتاج المحاصيل في أوقات ارتفاع أسعارها وذلك لإمكانية التحكم في حرارة المحلول المغذي بإجراء عمليات التدفئة والتبريد له وصعوبة إجراء ذلك باستخدام الزراعة الأرضية. وظهر ذلك واضحا عند زراعة الكنتالوب بغرض التصدير وذلك في الفترة من أواخر ديسمبر إلى منتصف يناير حيث لوحظ أن الكنتالوب المزروع في الأرض كانت أحجام النباتات والثمار صغيرة وانخفض المحصول بسبب انخفاض درجة حرارة التربة مقارنة بنباتات الكنتالوب المنزرعة في مزارع الأغشية المغذية مع تدفئة المحلول في أوقات انخفاض درجة الحرارة بحيث لا يحدث اختلاف كبير بين درجة حرارة المحلول ودرجة حرارة الجو المحيط بالنباتات . 
6.      إنتاج محاصيل خالية من العناصر الثقيلة حيث أن في الإنتاج الأرضي لا يمكن التحكم في بعض العناصر الضارة التي قد تتواجد في التربة نتيجة لتراكم المبيدات والأسمدة بتكرار استخدامها ولكن في الإنتاج بالنظم اللاأرضية نستطيع التحكم في المحلول المغذي بوضع العناصر التي يحتاج النبات إليها فقط في النمو .
7.      إمكانية الاستفادة بنظم الزراعة اللاأرضية في المجال البحثي خاصة في تجارب التغذية .
8.      استخدامها في إكثار النباتات الناتجة من زراعة الأنسجة فى مزارع الأنسجة أدت إلى طفرة هائلة فى مجال الإكثار .

تنقسم الزراعة بدون تربة إلى ثلاث أقسام على حسب الوسط الذى تنمو فيه جذور النباتات كالتالى : 
* الزراعة بإستخدام البيئات . 
*
الزراعة المائية .
*
الزراعة الهوائية .
ويتضمن كل قسم من هذه الأقسام العديد و العديد من الأنظمة التى تصلح للزراعة فوق أسطح المنازل والتي تتميز جميعها بخفة الوزن وعدم تسريبها للمياه بحيث لا يلحق إستخدامها ضرر بالمبنى . و يعطى هذا العدد الكبير من الأنظمة حرية الاختيار من حيث إمكانية الزراعة على الجدار أو على أحد الأعمدة الموجودة بالسطح. ولا تشترط المساحة حيث أن هذه الأنظمة تصلح لأى مساحة مهما صغرت أو كبرت .

المصادر



ليست هناك تعليقات: