السيادة الغذائية ام الامن الغذائي في فلسطين؟؟
ما هو الامن الغذائي؟
يتواجد الامن الغذائي لدى كل الناس بشكل دائم عندما تتوفر القدرة
البدنية والاجتماعية والاقتصادية من اجل
الوصول الفوري والمباشر لغذاء آمن وكافي وصحي يلبي احتياجانهم واذواقهم الغذائية
بشكل متواصل من اجل حياة فاعلة وصحية. الامن الغذائي للاسرة هو تطبيق لهذا
المبدأ معتمداً على مستوى الاسرة، مع التركيز على الأفراد داخل الاسرة وينقسم
مفهوم الامن الغذائي من اربعة مكونات منفصلة:
1.
توفر الغذاء سواء محلي او مستورد
2.
سهولة الحصول على الغذاء بحيث يتمكن كل الافراد من الحصول على موارد
كافية لتلبية الاحتياجات الغذائية المناسبة.
3.
الاستقرار الغذائي بحيث يتم تأمين الحصول على الغذاء الكافي بشكل دائم
دون وجود أي مخاطر مفاجئة.
4.
استخدام الغذاء استهلاك الطعام مع وجود المرافق الصحية الملائمة ولطعام
الذي يتناسب مع المجتمع المحلي وعاداته.
ما هي السيادة الغذائية؟
السيادة الغذائية هي حق افراد المجتمعات والدول لتحديد زراعتهم،
العمالة الخاصة بهم، الصيد ،الطعام ،
وسياسات الارض من ناحية بيئية اجتماعية اقتصادية وثقافية بحيث تكون ملائمة لظروفهم
الخاصة. تتضمن السيادة الغذائية الحق الخالص لانتاج الطعام وهذا يعني بأن جميع
الافراد لديهم الحق للحصول على غذاء آمن صحي وملائم لثقافتهم والحصول ايضا على
مصادر لتأمين الغذاء وبالتالي الاكتفاء الذاتي الغذائي. السيادة الغذائية هي اعطاء
حق الافضلية لتصنيع الغذاء محلياً بدلا من
الحصول عليه من مصادر خارجية.
واقع السيادة الغذائية والامن الغذائي في فلسطين:
يمكن تصنيف الاسرة الى مستويات مختلفة من الامن الغذائي على اساس
الدرجة التي تلبي كل هذه التعريفات. فبالنسبة للمناطق الفلسطينية المحتلة ، صنف
برنامج الغذاء العالمي ومؤسسة الغذاء والزراعة العائلات الفلسطينية الى مجموعات
حسب الامن الغذائي وفقا لاحصائيات مؤسسة معأ للتنمية.
·
أسر مؤمنة غذائيأ : الاسر ذات الدخل والاستهلاك
فوق 6.2 دولار للفرد الواحد يوميا.
·
أسر مؤمنة غذائيأ بشكل غير كاف: الاسر ذات دخل او استهلاك ( وليس معأ)
فوق 6.2 دولار للفرد الواحد يوميا.
·
أسر عرضة لانعدام الامن الغذائي: الاسر ذات الدخل والاستهلاك تحت 6.2
دولار للفرد الواحد يوميا.
·
أسر معدومة الامن الغذائي: الاسر ذات الدخل والاستهلاك تحت 5.1 دولار
للفرد الواحد يوميأ.
استخدام بعض التقنيات الزراعية قد يلحق الضرر على الاستقرار البيئي
للمناطق الفلسطينية المحتلة على المدى البعيد. على سبيل المثال، اذا عانى
المزارعون من قلة المياه اللازمة للزراعة، فسوف يترتب على ذلك انخفاض في نسبة
المحصول وبالتالي انخفاض في المدخول، وسوف يؤدي
ذلك الى عدم القدرة على زراعة الارض مرة اخرى وفي النهاية ستعاني هذه
الاراضي المهجورة من سوء نوعية التربة.
يخلق غياب السيادة الغذائية ظروفاً اجتماعية واقتصادية سيئة وينتج عنه انعدام الامن الغذائي كما يشكل
الوضع السياسي العامل الرئيسي لغياب الامن الغذائي في فلسطين وعوامل مهمة اخرى مثل
الاوضاع الامنية والادارية المفروضة من قبل الاحتلال الاسرائيلي مثل وجود الحواجز
و التصاريح و تدمير الممتلكات بالاضافة الى انتشار المستوطنات واستنزاف البنية
التحتية للحصول على الارض والمياه اضافة الى الطرق الالتفافية وغيرها. ومن وجهة
نظر اقتصادية، اثرت اتفاقية اوسلو وباريس بالنسبة للعلاقات الاقتصادية بين الطرفين
في اوائل التسعينات بشكل سلبي على تبعية الاقتصاد الفلسطيني على اسرائيل فقد عانت
التجارة و الاقتصاد والسياسة النقدية
الفلسطينية من هيمنة واستغلال
الاقتصاد الاسرائيلي . وقد كان القطاع الزراعي من اكثر القطاعات معاناة في ضمن هذا
الاطار المفروض من قبل الاحتلال الاسرائيلي.
ما هي المعيقات الاساسية التي يواجهها الانتاج
المحلي الغذائي؟
معيقات تتعلق بالمصادر الطبيعية:
ü
محدودية
الاراضي الزراعية في فلسطين واعتماد الجزء الاكبر منها على مياه الامطار في حين
تبلغ نسبة الاراضي المروية 7% فقط من الاجمالي.
ü
محدودية مصادر المياه وتدني نوعيتها. ويرجع ذلك الى التوزيع غير العادل
او الكافي اضافة الى تغير المناخ.
ü
انخفاض مستوى خصوبة التربة في فلسطين ويعود ذلك الى الكميات الكبيرة من
المواد الكيماوية المستخدمة في التربة والتي تؤدي الى استنزافها.
ü
توسع المناطق السكنية على حساب الاراضي الزراعية.
معيقات ومشاكل فنية:
ضعف
الابحاث الخاصة بالقطاع الغذائي والزراعي وذلك بسبب ضعف البنية الاساسية
المعلوماتية والتمويل.
ضعف عملية التسلسل في خطوات انتاج وتخزين الغذاء.
ضعف نشاطات الانتاج الزراعي والتصنيعي.
غياب جودة البذور المحلية وانخفاض انتاجية السلالات الحيوانية كالماشية
وغيرها.
الارض والمصادر في فلسطين:
تعتبر الممارسات الاسرائيلية تجاه
مصادرة الاراضي والموارد الطبيعية الفلسطينية من العوائق الرئيسية للوصول
الى الامن الغذائي والتي قللت بشكل كبير من قدرة الفلسطينيين على زراعة اراضيهم .
حيث ان انحصار 62.9% من الاراضي الصالحة للزراعة في مناطق C
تسبب في نسبة اكبر من انعدام الامن
الغذائي فيها عن باقي مناطق الضفة الغربية, وبالرغم من ذلك يعتبر وادي الاردن "سلة الغذاء" اي
مصدر الغذاء للسلطة الفلسطينية والموجود في
مناطق C . كل هذه القيود والسياسات المفروضة على الارض
تمنع الفلسطينيين من وضع سياسات زراعية يمكنها ان تحد من انعدام الامن الغذائي ,
ومن المتوقع في حالة ازالة هذه القيود والسياسات المفروضة زراعة 50.000 دونم من
اراضي وادي الاردن الأمر الذي من شأنه ان يضيف بليون دولار امريكي في السنة الى
الناتج المحلي الاجمالي (GDP) للسلطة الفلسطينية، والتي
تمثل زيادة محتملة بنسبة 9%.
وعلاوة على ذلك ، عملت
القوانين الاساسية للسلطة الوطنية الفلسطينية كقاعدة لتطوير نموذج اقتصادي يتبنى
سياسة السوق الحرة والسياسات الليبرالية الاقتصادية الجديدة بغض النظر عن تأئير
ذلك على الدخل اونظام الضمان الاجتماعي او حماية الاقتصاد المحلي.
وادى كل ما ذكر من عوامل اقتصادية الى التأثير مباشرة على عدم وجود
سيادة غذائية في فلسطين.
المصدر:
تقارير محلية ودولية
FAO
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق