الزراعة البيوديناميكية (Biodynamic Agriculture)؟؟
11 جمادى الآخرة 1436
د. وليد فؤاد ابو بطة
هي ثورة زراعية مستحدثة في اوائل القرن العشرين وهي أحد
أنواع الزراعة النظيفة والتى تشترط استخدام مركبات معينة، وقد بدأت في فرنسا ثم انتقلت إلى المانيا عام 1924 عندما قام الفيلسوف والعالم الألماني "رودلف
شتينر" بعقد سلسلة من المحاضرات للمزارعين الذين طلبوا مساعدته في ايجاد
حل لمشاكلهم الزراعية التي يعانون منها بعنوان "هكذا تفعل النجوم
بالنباتات" حيث قال " أننا لن نفهم حياة النباتات ما لم نأخذ بعين
الاعتبار أن كل شيىء يحدث في الأرض ما هو إلا انعكاس لما يحدث في السماء".
وقام بنشر مقالاته عن الأسس الروحانية لأجل تجديد
الزراعة،حيث قال ان النباتات لا تنموا فقط إعتماداً على خصوبة التربة فقط ولكنها
تحتاج لدعم كوني يتدفق للنباتات عبر التربة المفعمة بالحيوية والنشاط كما ذكر أنه
بينما كلما زاد عمر التربة الاستهلاكي تدريجياً فانها تُصبح أضعف حيوية ونشاطاً بل
وأقل قدرة على استقبال الطاقة الكونية اللازمة لتحسين نمو النباتات وتقوية مناعته
ضد الآفات وتحسين نوعية المنتج وقد أصبحت هذه المحاضرات والمقالات هي الأساس
فيمابعد للزراعة البيوديناميكية حيث قام بوضع تصوره عن الزراعة وتوازنها مع
الطبيعة.
وفي
رؤية شتينر تعتبر المزرعة "كائن حي" وبالتالي فإن جميع الأعضاء ومكونات
المزرعة مثل: الإنسان و الحيوان و المحاصيل و الطبيعة والتربة يجب أن يحدث بينهم
توافق وتناغم. ويمتد تاثير الزراعة البيوديناميكية لمجال أوسع وأشمل يتضمن
التاثيرات الكونية للشمس و القمر و الكواكب والابراج الفلكية، حيث تهتم بتأثيرات
الكون الغير مرئية على النباتات والحيوانات، إضافة لاهتمامها بصفات المزارع نفسه
" وعيه الفكرى – كفائته- مرونته وقدرته على تحليل الظواهر المختلفة ".
كما
يرى شتينران الارض كائن حي له إيقاع شهيق وزفير مشابه لنا لذا فانهُ يربط فترات
صعود وهبوط القمر بدورة شهيق وزفير الارض وأوضح أننا يجب أن ننشط انطلاق العناصر
الغذائية من المادة العضوية بالتربة، ونعتمد على ذلك بدلاً من اعتمادنا على
استخدام الأسمدة الكيميائية المصنعة. وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية قام
أتباع فلسفة شتينر في ألمانيا بتأسيس "جمعية أو رابطة الديميتر" لمساعدة
المزارعين ومراقبة طرق الإنتاج الزراعي وتشجيع منتجات الزراعة البيوديناميكية.
ومن
هذا المنطلق فإن الزراعة البيوديناميكية تعتبر أن الأمراض النباتية تحدث كنتيجة
لمنع التوافق بين عناصر البيئة عند استخدام المبيدات الكيميائية المصنعة، وذلك
بالطبع لا يحفز ويقوي "القوى الداخلية أو جهاز المناعة في النبات لمقاومة
الأمراض".
وتبُنى الزراعة البيوديناميكية على
العلاقة بين ثمانية عناصر هي التربة وعمليات الحرث وتجهيز التربة والمهد الصالح
لانبات البذور و الكومبوست وإعداده والتوافق بين البيئة والطبيعة وتربية النبات
وتربية الحيوان و العمالة و العدالة الاجتماعية والتسويق. وتعتبر الزراعة
البيوديناميكية في الاساس زراعة عضوية حيث يمكن القول بأن الزراعة البيوديناميكية
هي زراعة عضوية ولكن لا يمكن قول العكس حيث يتم فيها الالتزام التام بكل الشروط والمعايير المطلوبة في الزراعة العضوية لكن يضاف
إليها بعض المركبات البيوديناميكية والمسموح بها وفقاً لقوانين الزراعة العضوية
ولا يستخدم فيها مركبات النحاس المسموح بها الزراعة العضوية.
وتستخدم في الزراعة البيوديناميك مستخلصات
نباتية تضاف الى الكمبوست والارض قبل الزراعة ومنها ما يتم رشه على النباتات اثناء
النمو وخاصة اثناء فترة التزهير ومنها ما يلى:
- المستحضر 500BD (مستحضرسماد القرون) ويرش في فترة صعود
القمر.
- المستحضر 501 ( الكوارتز سيلكا).
- مستحضر الاشيليا 502
-
مستحضر الكاموميل البرى 503
-
مستحضر الحريق 504
-
مستحضر قلف البلوط 505
-
مستحضر تراكساكم 506
- مستحضر فاليرياتا 507
وحالياً
هناك قسم خاص بالزراعة البيوديناميك بمركز جوته (دورناك/سويسرا) ويعد المركز
بمثابة نقطة التقاء من خلال الدورات و المؤتمرات والأنشطة العملية حول المزارع كما
تنعقد به المؤتمرات الدولية السنوية حول الزراعة البيوديناميكية في شهر فبراير من
كل عام.
ويوجد في مصر الجمعية المصرية للزراعة البيوديناميكية
وكذلك في المغرب كما توجد جمعية للزراعة البيوديناميك في الهند.
المصدر: معهد بحوث البساتين- مركز البحوث الزراعية - مصر
عضو اللجنة العلمية للزراعة
المحمية بوزارة الزراعة
مدير ادارة المتابعة بالاتحاد
العربي للتنمية المستدامة والبيئة
مقرر لجنة
التمويل العربي و الدولي بالاتحاد العربي لحماية الحياة البرية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق