الزراعة الفلسطينية من منظور مستدام؟؟

الزراعة الفلسطينية من منظور مستدام؟؟



الزراعة البيئية:
هي دراسة شاملة للنظام الغذائي المتكامل (البيئة المحيطة بالغذاء) بحيث تشمل الأبعاد الاقتصادية والبيئية والاجتماعية وتعتبر نهج مهم للانتقال الى انظمة غذائية ثابتة ودائمة وقد لاقت اساليبها وطريقة بحثها وسياساتها رواجا كبيرا من العالم في العقد الاخير.
ويمكن تعريفها ايضأ كحركة ثقافية وسياسية، كتخصص علمي ومجموعة متنوعة ومتجددة من التقنيات الزراعية.

اهمية الزراعة البيئية:
في ظل التغيرات المناخية في العالم وفي ظل استخدام الاسمدة الكيماوية والمبيدات التي ادت الى استنزاف خصوبة التربة وايضا انعكست على الاوضاع الصحية للبشر وانتشار المجاعة في العالم اصبح نظام الغذاء العالمي على مفترق طرق , فقد اثبتت الاهداف الانمائية المستدامة الجديدة بأن الزراعة هي المفتاح الوحيد لايجاد حلول مناسبة ودائمة لمشكلة الجوع وسوء التغذية بطريقة اجتماعية اقتصادية وبيئية منسجمة وهذا سيتطلب نقلة نوعية في سلوك الافراد والمجتمعات على حد سواء بهدف زيادة الانتاج وبطريقة امنة منسجمة مع البيئة المحلية بالاضافة الى مواجهة تحديات العصر من بينها مشاكل تغير المناخ وهذا يتطلب نهج شامل  وجديد.

وعليه يقدم علم الزراعة البيئة خيارا مبشرا، قادرا على تزويد حلول ناجحة تعتمد على تحسين الامن الغذائي والتغذية، والمحافظة على انظمة غذائية صحية وبيئية صحيحة، وتقديم سبل عيش مستدامة لذوي الحيازات الصغيرة والقدرة على التكيف مع تغير المناخ وغيره من المشاكل , وتقدم ايضاً حلولا واجراءات مرنة ومتغيرة حسب الظروف والمشاكل يمكن ان تتناسب مع اي بيئة محلية.

اهمية الزراعة البيئة للمجتمع الفلسطيني:
v     المساهمة تلبية احتياجات المجتمع الفلسطيني وتحويل الزراعة الى اداة من اجل مقاومة الاحتلال الاسرائيلي والاسغناء عن استيراد المنتجات الكيماوية.
v     رسم نموذجا جديدا للزراعة يمكن ان يوفر حلولا جديدة  خاصة في اطار الأزمة العالمية  المتعلقة بزيادة عدد السكان.
v     تقليل كلفة مدخلات الانتاج في القطاع الزراعي.
v     مواجهة التغير المناخي في البيئة المحلية.

آلية عمل نظام الزراعة البيئية:
تندرج فكرة النظام الزراعي البيئي تحت البحث عن طرق بديلة لتطوير انظمة زراعية لا تعتمد على المواد الكيماوية وادوات الطاقة المستنزفة والتي تركز على انظمة زراعية شاملة,  بحيث توفر الزراعة البيئية  اليات للتفاعل  البيئي  بين المكونات البيولوجية لانظمة العناية بخصوبة التربة ، والانتاج والمحصول.
وبالتالي اشتهرت الزراعة البيئية كنظام يوفر المبادئ الاساسية البيئية لمعرفة كيفية دراسة و تصميم وادارة الانظمة الزراعية المنتجة والمحافظة على مصادر البيئة في آن واحد اخذة بعين الاعتبار النواحي الثقافية والاجتماعية وامكانية تطبيقها اقتصاديأ. وبدلا من التركيز على مكون واحد فقط من الانظمة البيئية الزراعية فان الزراعة البيئية تركز على تفعيل جميع مكونات هذا النظام والعمليات البيئية المعقدة والنشطة.

يعتمد تصميم مثل هذة الانظمة الزراعية على تطبيق المبادئ البيئية التالية:
·         تعزيز اعادة تدوير الكتلة الحيوية وتحسين توافر المواد الغذائية وتحقيق التوازن في وفرة المواد الغذائية.
·          تأمين ظروف تربة مناسبة لنمو النبات، وبالتحديد من ناحية عضوية وتعزيز النشاط الحيوي للتربة.
·          تقليل الخسائر الناتجة من تدفق الاشعاع الشمسي والهواء والماء عبر ايجاد طريقة لادارة المناخ المحلي و توفير المياه وادارة التربة عبر حمايتها.
·          توفير انواع جديدة وتنويع جيني  خاص بنظام الزراعة البيئيه في الوقت والمكان المناسبين.
·          تحسين التفاعلات البيولوجية المفيدة بين المكونات الزراعية الحيوية وينتج عنه تعزيز العمليات والخدمات البيولوجية الرئيسية.

من اجل تنفيذ هذة المبادئ ، يوفر علم الزراعية البيئية مجموعة واسعة من الممارسات  الزراعية من بينها:

Ø      الزراعة المعمرة ،
Ø      تشجير الغابات،
Ø      الزراعة الطبيعية،
Ø      زراعة البيوديناميكية وهي احد انظمة الزراعة العضوية،
Ø      تسميد عضوي، تسميد اخضر،
Ø      ممارسة الزراعات المختلطة،
Ø      مكافحة الحشرات بطريقة حيوية وبيولوجية وغيرها...
وفقاً للمبادئ والتعريف الواسع للزراعة البيئية، فانه من المهم تحديد هذا المفهوم  في مجال التطبيقات والممارسات  البيئية من اجل تقديم حلول للزراعة الحضرية والريفية في آن واحد.

نظرة على الزراعة البيئية في المناطق الريفية:
تعتبر الزراعة الريفية الدعامة الاساسية للنظام الغذائي العالمي و هذا ينطبق على فلسطين حيث استخدام الارض له قيمة خاصة امام الاستيلاء البطيء والمستمر على اراضيها. ان تحسين استخدام الاراضي والقوة الانتاجية يعتبر من احد منافذ مضاعفة دخل المزارعين الفلسطينيين. و يمكن ان تُرى انتاجية وفعالية الزراعة من وجهة نظر اقتصادية مستدامة نتائج مجردة باستخدام بعض الالات ( المزارع)  لا اكثر ولا اقل  بوجود نظام انتاجي غير اخلاقي مؤقت. ولكن تمنح الزراعة البيئة امكانية التغلب على هذا التعريف الثابت بتقديم عدة طرق بيئية زراعية تسرع من الانتاجية الزراعية بواسطة تحسين الاستمرارية الاجتماعية  والبيئية بنفس الوقت.


ليست هناك تعليقات: