البياض
الزغبي على العنب:
يلائم انتشار هذه
الفطريات الأجواء ذات الرطوبة المرتفعة ودرجات الحرارة المتوسطة والتي تميل إلى
البرودة.
الفطر
المسبب:
يسبب مرض البياض الزغبي
على العنب المتطفل الإجباري
Plasmopara viticola الذي
يتبع صف الفطريات البيضية Oomycetes: ورتبة or: Peronosporales وفصيلة fa: Peronosporaceae حيث ينمو في المسافات البينية للخلايا ويرسل ممصاته إلى الخلايا.
يشكل الفطر طورا جنسيا (جراثيم بيضية) على الأوراق المتساقطة وتحتفظ بحيوية الفطر
وتسبب الإصابة الأولية في الربيع أما الإصابة الثانوية فتنتج عن الجراثيم الهدبية.
الظروف
البيئية المناسبة لتطور وانتشار المرض:
وجد أن كل العوامل التي
تؤدي إلى زيادة الرطوبة في التربة والجو والنبات العائل تؤدي إلى زيادة الإصابة
بمرض البياض الزغبي، ولذلك فإن المطر هو العامل الرئيسي المشجع لظهور المرض بشكل وبائي.
وتلعب الحرارة دورا هاما في إعاقة أو سرعة تقدم المرض. وقد وجد أن الحرارة المثلى
لتقدم الفطر حوالي 25م أما الحرارة الدنيا والحرارة القصوى لنشاط الفطر فهي 10, 30م.
وقد وجد أيضا أن مرض البياض الزغبي يكون وبائيا عندما يكون الشتاء رطبا يتبعه ربيع
ممطر وصيف دافئ تتخلله الأمطار كل 8-15 يوم. هذه الظروف تساعد على استمرار حيوية
الأبواغ البيضية وإنباتها في الربيع، كما أنها تسمح بتقدم المرض وانتشاره في مزارع
العنب. كما وجد أن تتابع فترات المطر يؤدي إلى تشجيع إنتاج أفرع صغيرة قابلة للإصابة.
أعراض
الإصابة:
آ-
على الأوراق:
تؤدي الإصابة إلى
انخفاض قدرة الأوراق على التمثيل الضوئي مما يؤدي إلى انخفاض المحصول.
تظهر على الأوراق بقع
زيتية شفافة صغيرة تتطور ببطيء وبشكل مستمر حتى تصل إلى قطر 1-2 سم وتنتج هذه
البقع لأن الفطر يقوم بتخريب وهدم الكثير من الخلايا الصانعة للكلوروفيل (المادة
الخضراء في النبات) وإذا كان الجو جافا تبقى هذه البقع على حالها بدون تطور عدة
أيام وحتى عدة أسابيع , وعندما يصبح الجو رطبا تظهر على السطح السفلي للأوراق
النموات الزغبية التي تتكون من حوامل الأكياس الجرثومية ومن الأكياس الجرثومية ,
ثم تظهر النموات الزغبية هذه على حواف البقع الزيتية وإذا كانت الرطوبة مرتفعة
بحدود 90-100% تعم النموات الزغبية كامل سطح البقع الزيتية مما يسبب جفافها ويصبح
لونها بني محروق ,ويصبح سطح الورقة شبيه بالرسوم المزركشة على السجادة حيث تسبب
سقوط هذه الأوراق وعادة نلاحظ ظهور هذه البقع على أوراق العنب في أواخر الربيع
وبداية الصيف .
الأوراق الحديثة هي
أكثر حساسية لهذا المرض وأكثر تعرضا للإصابة وعندما تصل الورقة إلى حجمها الطبيعي
الكامل تصبح أكثر مقاومة للبياض الزغبي ولكن مع تقدم الربيع الرطب تضعف قدرة
الأوراق على مقاومة المرض وسرعان ما تصاب عندما تتوفر العدوى.
ب-
على النموات والفروع:
إن إصابة الفروع
بالبياض الزغبي يضعف بنيتها ويضعف قدرتها على التخشب وتقل قدرتها على تخزين الغذاء
خلال فترة الصيف، حيث تصبح أقصر وأثخن من الأفرع السليمة نظرا لكبر حجم الخلايا في
المناطق المصابة ويتشكل عليها تخطيطات طولية لا لون لها في البداية ثم تصبح صفراء،
وتنتهي باللون البني، كما يمكن أن تظهر على هذه النموات والفروع النموات الزغبية
المميزة للفطر ولكن تبقى أقل مما هي على الأوراق.
أما بالنسبة للأغصان
والفروع المتقدمة بالسن فإن نسجها المتخشبة تحميها من المرض، ولكن الإصابة تظهر
عليها فقط على عقدها ويجب التأكيد أن تطور الإصابة يؤدي إلى ضعف الشجرة ويؤدي حتى
إلى موتها.
وننوه هنا أن دخول
الفطر إلى داخل أنسجة شجرة العنب يمنع هذه الشجرة من الدخول في طور السكون (اثناء
فصل الشتاء) وهذا بالطبع يؤدي إلى تشكيل نموات في وقت مبكر في الربيع وحتى في
الشتاء أو في الخريف وبالتالي إذا حدث صقيع مبكر في الربيع أو في الخريف فإنه يؤثر
على هذه النموات ويؤدي إلى إلحاق ضرر كبير بالشجرة.
ج-
على العناقيد والثمار:
في حال الإصابة المبكرة
بالفطر تظهر البقع المميزة للمرض على العنقود وذلك حتى قبل تفتح الأزهار حيث تظهر
الإصابة على أحد جوانب العنقود مما يؤدي إلى تشوه محور العنقود حيث يمكن أن ينحني
على شكل حرف U, وعند توفر الرطوبة الكافية تظهر على حوامل
العنقود الحوامل والأكياس الجرثومية (الزغب) وبالتالي تنتشر الإصابة حتى تعم
الأزهار بكاملها، وعند عقد الأزهار فإن الثمار تبقى صغيرة وتتغطى بالنموات الزغبية
البيضاء.
أما في حال الإصابة
المتأخرة فإنه يظهر على العناقيد الكبيرة والتي لم تبلغ طور النضج إذ تتلون
الأنسجة الداخلية وقشرة الثمرة باللون البني دون أن يكون ذلك مترافقا وظهور
الحوامل البوغية ونسمي هذا العرض بالعفن البني.
دورة
حياة الفطر:
غالبا ما يقضي الفطر
فترة السكون الشتوي على هيئة جراثيم بيضية في الأوراق المتساقطة، ولكن في الأماكن
ذات الشتاء الغير بارد قد يقضي الفطر فترة السكون على هيئة ميسيليوم في البراعم
وفي الأوراق المتبقية على العنب. وتوجد الجراثيم البيضية بكثرة في الطبقات السطحية
من التربة الرطبة، ووجد أن درجة الحرارة لا تؤثر بشكل ملحوظ على حيوية هذه الأبواغ.
تنبت الجراثيم البيضية
في الماء عندما تتحسن الظروف الجوية في الربيع (بمجرد وصول درجة الحرارة إلى 11م)
لتنتج كيس اسبورانجي الذي منه تخرج الجراثيم الهدبية السابحة التي تقوم بعملية
الانتشار الأولية بواسطة ماء المطر.
تخرج الحوامل
الاسبورانجية من خلال ثغور الأجزاء المصابة، وتحتاج لذلك إلى رطوبة نسبية من 95
إلى 100% وعلى الأقل فترة 4ساعات ظلام. ووجد أن درجة الحرارة المثلى للتجرثم هي
18-25 س، وتنفصل الأكياس الاسبورانجية ثم تتطاير بواسطة الرياح لتسقط على أوراق النباتات،
فتنبت بوجود الرطوبة العالية التي قد تصل إلى ماء حر وبوجود درجة حرارة مثلى
تتراوح بين 22-25س، لتنتج جراثيم هدبية تسبح حتى تصل إلى قرب الثغر فتخترقه بواسطة
أنبوبة الإنبات، وتكون الفترة فيما بين الإنبات وحدوث الاختراق أقل من 90 دقيقة،
وذلك عند توافر الظروف البيئية المناسبة. وعادة ما تتكون الأكياس الاسبورانجية
أثناء الليل وتصبح ساكنة إذا تعرضت لأشعة الشمس لعدة ساعات، وعموما تتم عملية
العدوى في الصباح. والوقت اللازم من العدوى حتى ظهور أول الأعراض (فترة الحضانة)
وهو أربعة أيام، ويعتمد على عمر الورقة والصنف والحرارة والرطوبة.
المكافحة
المتكاملة:
- الإجراءات الوقائية:
1. إزالة الأوراق والأفرع
المصابة وحرقها.
2. يجب إزالة الأوراق
والأفرع السفلى من على الشجرة وذلك من أجل تجنب وصول الفطر إليها من التربة
وبالتالي يمنع صعوده إلى الأجزاء العليا من الشجرة.
3. زراعة الأصناف المقاومة.
4. زراعة النباتات على
مسافات مناسبة وتجنب الزراعة الكثيفة وتقليم الأشجار تفاديا للتظليل وتراكم
الرطوبة حول الأوراق.
5. إزالة البقايا النباتية
المريضة وغيرها من مخلفات التقليم وإحراقها وذلك لتقليل مصدر العدوى في الموسم
التالي وإزالة الأعشاب التي يلجأ إليها الفطر.
- المكافحة الكيميائية:
رش الأشجار بمبيد
انتراكول 70 WP بمعدل 200جم/100 لتر ماء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق